لتكن كل أيامنا طيلة السنة رمضان
يومياتنا تشير إلى ذلك وسلوكياتنا خير دليل لمَنْ أنكر فأبسط الأدلّة،ألّا نجد مقعدا واحداً شاغراً لشهور على أيّة طائرة متّجهة للديار المقدّسة بينما نجد مخازن الجمعيات الخيرية شاغرة جوفاء تنتظر في يأسٍ مروءة المتصدقين.
ونرى هذا السيل الجوّي لطائرات العمرة في الفلايت رادار بينما لم نسمع بأيّة طائرة إغاثة تتَّجه إلى الجنوب.
هذه يومياتنا التي تعجّ بسلوكياتٍ وإخلاقياتٍ ليس أقلّها التزوير والكذب والتحايل والإستغفال والإبتزاز والإستغلال لظروف بعضنا البعض.
فشهر كشهر رمضان الذي من المفترض أن يغمرنا بفيضٍ من إخلاقيات المسلم الحقيقي كما جاءت في القرآن والسنة النبوية، نرى هذا الشهر وكأنّه موسمٌ للسلوكيات المسيئة التي نُصرُّ ونتعمّد إظهارها على نحوٍ وكأنّنا وُلدنا عليها رغم الطابع الروحاني لشهر رمضان،حتى جعلنا شهر رمضان وكأنّه موكلٌ بالعديد من أقبح سلوكيات يمكن لبشرٍ أن يتّصف بها فيما لو صار نصف شيطان.
لماذا لم نجرؤ على تصفيد إنحيازنا لأفعال الشر ؟
ولماذا نتصنّع الطُهر مؤقّتاً كما لو أنّنا فُطرنا على الرجس،ونتظاهر بالإيمان في أيامٍ معدودات فيما يشبه طوراً من أطوار النفاق وكأنُنا بهذا نستغفل بعضنا ونمارس التمثيل أمام الله سبحانه وتعالى،ونتطبّع بما يشبه أخلاق الملائكة وقتاً مُستقطعاً لنعود إلى طبعنا الذي نثوارته بلا فريضة شرعية في نهجٍ لم نخضعه يوماً للتساؤل،هل نحن مغفّلين أم أنّنا محتالين لنعين الشيطان على ما تكفّل به أمام الله ؟ سبحان الله.
بقلم:كابتن طيار مصطفى العدولي