عبدالرحمن عامر…كلمة عن المقاطعة
يعيش المرء معظم وقته في هذه الدنيا غافلا عن مجموع القيم والقضايا التي يؤمن بها لصالح مشاغل الحياة غير المنتهية في ظل رأسمالية شديدة.
هذا الغول الكفيل بتحويل المرء إلى جسد منفك عن كل ما له قيمة، سعيا وراء حاجياته وملذاته؛ التي نتوهمها أمورا مركزية.
غير أننا ما نلبث ندرك أنها سراب ضاعت فيه أوقاتنا هدرا وسط هذا الواقع الأليم تتجلى أهمية حدث المقاطة كفعل تأديبي لمن يسبون رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ كي ترجعك إلى دائرة الفعل القيمي والشعور بأنك صاحب قضية وهمٍ في هذه الحياة !
استغناؤك عن منتجات فرنسا وتحريك في ذلك،وحث أهل بيتك ومن تعرف عليه؛ يحي فيك شعورا بأنك قادر على التأثير في هذه الحياة ولو من خلال مجموعة من الناس، وليس تأثيرا مباشرا منك.
ولعل هذه الحسنة للمقاطعة لا تقل في حجمها عن ثمرتها الأساسية؛ بتأديب المعتدين على الجناب النبوي.
فنهوض الأمم متوقف على حركة مجتمعاتها وقدرتها على الفعل الجماعي المثمر.
وإذا علمنا ذلك؛ يسهل علينا أن نفهم سبب دعم المستعمر ومن ورائهم المستبدون على بلاد المسلمين للتيارات الخاملة كالسلفية المداخلة وغيرهم ممن حصر الدين في طقوس ونزع منه فاعليته؛ فلن يجدوا خيرا منهم لتخدير المجتمعات والمحافظة عليها خاملة في غفلة من أسباب حياتها وعزتها.
بقلم أ. عبدالرحمن عامر