حماية البناء المعنوي لهذا الدين من انتهاك السفهاء الوهابية المفسدين

أهل البيت في ليبيا 

نقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية (في 25 اغسطس 2012م) نبأ قيام مجموعة من البغاة بمدينة مصراتة الليبية، بهدم ضريح الشيخ أبي العباس أحمد زرّوق الفاسي رضي الله عنه، ونبش قبره، ونقل جثمانه.

والشيخ سيدي أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى الفاسي البُرنُسي الشهير بالشيخ زروق الفاسي المغربي رضي الله عنه من السادة المالكية المغاربة المبرّزين، ومن أولياء الله الصالحين الذين شهد لهم القاصي والداني بالعلم والفضل والاستقامة، فهو يعتبر رضي الله عنه محتسب الصوفية والفقهاء في آن واحد،فقد كان رضي الله عنه مجمع الشريعة والحقيقة،ومتجلى الاستغراق والسلوك، ومظهرا للتبتل إلى الله رب العباد، والدلالة إليه تعليما وتقويما لمن أراد.

وقد ملأ ذكرُه الآفاق رضي الله عنه، لما خلفه من كتب وتلامذة ومريدين، ولما عرف عنه من ورع وولاية وصلاح، ولما عهد في فكره من قضايا شذت إليها الألباب لارتباطها العميق بالتنظير الصوفي من مرتكز شرعي مقاصدي رصين، يلتزم الأصول الكلية التي جاءت بها شريعة الإسلام السمحة، ويقوم على أساس اجتهاد تعبدي تكتنفه حكم ومعاني ربانية، ومقاصد عليا نورانية.
إنه لا يسع كل غيور على دين الله وعلى أهله، إلا أن يستنكر استنكارا شديدا هدم قبر الشيخ سيدي أحمد زروق الفاسي رضي الله عنه، ونبشه، ونقل جثمانه،وأن يدين بقوة هذا العمل الشنيع، ويعتبره انتهاكا صريحا لحرمة العلم والعلماء، وإجراما في حق الأمة الإسلامية والإنسانية جمعاء.

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال: “لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه حتى تخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر” صحيح مسلم، رقم الحديث1618، وفي حديث عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال: “لأَن أمشي على جمرة أو سيف، أو أخصف نعلي برجلي، أحب إليّ من أن أمشي على قبر مسلم” رواه ابن ماجه بسند صحيح رقم الحديث 1567. فكيف بنبشه ونقل جثمان من يثوي فيه؟؟ وكيف إذا كان من يثوي فيه من أهل الفضل والريادة في الفضل والعلم شأن الشيخ سيدي أحمد زروق رضي الله عنه.

وقد ذهب جمهور علماء الأمة إلى وجوب قطع يد “النبّاش”؛ وعدّوه بمنزلة السارق، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من حرّق حرقناه، ومن غرّق غرقناه، ومن نبش قطعناه” رواه البيهقي مرفوعا في معرفة السنن والآثار، رقم الحديث 4555، وأثر عن أمّ المومنين عائشة قولها “سارق أمواتنا، كسارق أحيائنا” أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف 11/75.

وإنه ليلزم، حماية للبناء المعنوي لهذا الدين من انتهاك السفهاء الوهابية السلفية المفسدين، تضافر الجهود منهاجيا، للتصدي بالحزم المطلوب لهؤلاء الجناة المعتدين، المنتهكين لحُرُمَات أولياء الله، وحرمات بيوت الله، العابثين برصيد الأمة الأخلاقي والعلمي والمعنوي. (والله لا يحب الفساد)[البقرة 205]


 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى