اغتيال الحاج “أعمر” بعد أكثر من 200 سنة من وفاته!!
متشددون دينيون في مدينة هون الليبية يقتحمونَ مقبرة تاريخية وينبشونَ القبور وينتشلون عظام أربعة مسلمين أبرياء يرقدون بسلامٍ في البرية ..الرفاة لأربعة من فقهاء الدين الإسلامي القدامى وعلماء دين وأولياء صالحين في المدينة التاريخية الثانية.
يختطفونهم من قبورهم ويعيدون دفنهم في مقبرة المدينة بدون أخذ إذن لا من السلطات ولا من عائلتي “العرابة” و”أولاد الحاج” التي ينتمي إليها المغفور لهم الأربعة الحاج أعمر – ابنه – العربي – وسالم المكنى بــ سيدي_سالم كسار السور ، ولا من العائلات المنحدرة من نسل جدنا “عكاشة الهوني” شقيق الحاج “أعمر” من جهة الأم .
.
حسب المعلومات المتوفرة لدينا هنا في هون أن من قام بالعمل [ميلشيا وهابية سلفية تتبع المخابرات السعودية] في التدين أمس قبيل الغروب أي عند آخر الضوء توجهوا إلى هون التاريخية ففتحوا كوةً في الحائط الطيني ليتسنى لهم العمل عندما يقترب الظلام ثم حفروا قبور أضرحة الأولياء الصالحين : السيد الحاج أعمر وابنه والسيد العربي والسيد سالم المعروف بسالم كسار السور،أي انتشلوا رفاة أربعة موتى وقاموا بنقلها لمسافة 2كم تقريباً متجهين جنوب شرق لدفنها في مقبرة المدينة في شارع الطريق العريضة الكائنة في الحي_الجامعي في مدينةهون وفي روايات أخرى أن القوا بالعظام في أمكنة مجهولة! .. فيما أبقوا على روضة الحاج أعمر وروضة العربي.
.
وهنا كل الأوساط الثقافية والناس من أهل المدينة وحتى متساكنيها تدين هذا التصرف الذي لا يمت لأخلاق الاسلام بأية صِلة والمتمثل في الاعتداء على قبور أجداد المدينة،احدى الملامح التأريخية والوجدانية الاجتماعية والقيمة الأثرية والعلمية والمعرفية دون استشارة أحد ودون أخذ إذن أو أمر بذلك التصرف الفردي من بضعة أشخاص أرادوا أن يفرضوا أفكارهم وفهمهم المشوش للعقيدة والتشريع ضاربين بعرض الحائط مشاعر أهل المدينة.
.
وللأمانة فإن الحاج أعمر رحِمهُ الله هو أحد علماء المدينة في الدين وفقيه وعبر التاريخ الاجتماعي هو أحد الأولياء الصالحين ولكن لا أظن بأنه من مؤسسي البلاد الحويله لأنه حسب معلوماتي هي منشآة قبل ميلاده وبكثير من السنوات .
.
وللايضاح هون القديمة الشاملة تتمرحل في ثلاث مدن بين كل مدينة وأخرى من 1 الى 2كم لا أكثر ..الأولى قبل الفتح الاسلامي وفي بعض الروايات تسمى “إزكان” وتُنطق عند البعض خطأً ساكن بن مسكان أما الثانية التي تعرف بـ البلاد الحويلة أو هون الحويلة بمعنى “العتيقة” وهي الثانية ولكنها عربياً الأولى لأنها بعد الفتح الاسلامي وهي التي بها الأضرحة المعتدى عليها أمس.
.
وقد زارها في القرن الثامن عشر حوالي سنة 1812م الرحالة الانجليزي المعروف جورج فرانسيس ليون -(والذي كذب الجميع علينا وبشكل رسمي حين قالوا أنه يدعى : جون ليون).
.
وكشف هذا الخطأ الفادح يرجع لثلاثة: أنا عبدالوهاب قرينقو وبمعونة صديقين من أميركا هما ديفيد هيرش من مكتبة جامعة كاليفورنيا وابن العم والصديق الباشمهندس نجيب بشير المقيم في ولاية بنسلفينيا المهم أن فرانسيس كتب عن مدينة هون في مرحلتها الثانية وعن تقاليد الدفن في مقبرتها (نفس المقبرة التي جاء فرسان المعتقد !! بعد 210 سنة لينبشوا قبورها )،
.
أما المدينة الثالثة فهي: ما يُعرف اليوم بالمدينة القديمة أو ديار البلاد وقد بناها أجدادنا بعد أن زحفت الرمال على هون الحويلة في العهد العثماني الثاني وانتقلوا من الثانية إلى القديمة الحالية حوالي سنة وانتقلوا من الثانية إلى القديمة الحالية ( الثالثة ) حوالي سنة 1850م بشكل تام.
الكاتب الصحفي:عبدالوهاب قرينقو
مدينة هون 15 يناير 2012 م