بني وليد.. الوادي المبارك ومقام جدّي المبارك
هناك في أعلى قلعة بني وليد على مشارف وادي سوف الجين المبارك، قبر ومقام جدي محمد المبارك، إبن جدّي عبدالسلام بن سليم الفيتوري الحسني الهاشمي، سليل بيت النبوة ظهراً ورحِما، الشهير بالأسمر والمشهور بالشيخ، حيث صارت ذريته كابراً عن كابر تسمى أولاد الشيخ، ذرية مباركة كثيرة العدد والمدد منتشرة في كل ليبيا وفي بعض دول شمال أفريقيا.
محمدالمبارك دفين بني وليد وقلعتها الشامخة،هو جد جدّي محمد بن عبداللطيف الشهير بـ بـعـيّـو دفين مصراتة،والذي منه أنحدر وإليه أنتسب نسباً أسأل الله وقد منّ عليّ به مثلما هو نسبي الشريف لجهة أُمي،أن يحميني من أن أنحدر به إلى حضيض الدنايا، وأن يقيني من أن أندحر به أمام الأدنياء.
بيننا نحن أحفاد عبدالسلام الأسمر عموماً،وأحفاد نجله محمد المبارك خصوصاً، وبين بني وليد وورفلة الكرام تاريخ وذكريات ماضٍ وحاضر، فهي وهُم من آووا جدي الأسمر حين هاجر مكرهاً من جور وطغيان الظالمين نهاية القرن الميلادي الخامس عشر، مصطحباً معه بعض أسرته ومنهم إبنه محمد المبارك الذي توفاه الله في سوف الجين،تاركاً ولده الوحيد عبداللطيف يتيماً، ليعود مع جده عبدالسلام الأسمر عند انتهاء المحنة،وليعرج الشيخ في طريقه إلى زليتن على مصراتة،حيث ترك حفيده عند الشيخ الشهير آنذاك سيدي بن شتوان في منطقة الكوافي وسط المدينة، ليبقى هناك ويتزوج وينجب،ولتصبح لأولاده وأحفاده منطقة واسعة في قلب مصراتة تسمى الآن منطقة أو قرية أولاد بعيو،حيث المقبرة التي تحمل إسمه،وحيث فاقت شهرته شهرة أبيه عبداللطيف بن محمد المبارك دفين ذات المقبرة،ولينتشر أولاد بعيو في ربوع مصراتة وفي طرابلس وإجدابيا،وبنغازي،التي يعيش بها منذ سنين طويلة أبناء عمومتي بين أهلهم في برقة العزيزة الكريمة معززين مكرمين.
نحن بنو هاشم الأدارسة الحسنيون، أخوالنا الأوائل الأحرار الأمازيغ، فالسيدة كنزة الأمازيغية الشهيرة بكنزة الأوربية البرنوسية التازية المغربية، هي والدة جدنا إدريس الأصغر الشهير بإدريس الأزهر بن إدريس الأكبر مؤسس دولة الأدارسة المكنّى إدريس الأول بن عبدالله المحض بن الحسن المثنّى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء رضي الله عنهم جميعاً، آل بيت وعترة النبي محمد بن عبدالله صلّى الله عليه واله وسلم.
وحيثما حل الهاشميون في المغرب الكبير وشمال أفريقيا وبالذات في لــيـبـيــا آواهم وأعطاهم وناصرهم وآزرهم إخوتهم وأخوالهم الأمازيغ، وهذا تاريخ وتلك وقائع لا يمحوها النكران ولا تندثر مع الأزمان.
هكذا نحن بنو هاشم نخص كل الوطن بعمومه، نجمع ولا نفرق، نوحد ولا نبدد، نسالم ولا نعادي، نصالح ولا نخاصم، نختصم ولا نفجر، وهكذا نتوارث الشجرة الطيبة نسباً ومعرفةً وتعيينا، ونتداول الحكايات والروايات شفاهةً وتواتراً وتدوينا، لتظل ذاكرة الخير فينا متوهجة لا تخبو ولا تنطفيء، ولنكون وأينما كنا، حيث يجب أن نكون، أهل تراحم ورحمة، لا نقطع رحماً، ولا ننكر نسباً، ولا ننسى فضلاً، ولا نحرم وارثاً، ولا نبدد ميراث الخير ومغارس، البِر على مخادع الخبث ومخازي الشر.
بني وليد الأمازيغية الهوارية العربية الليبية يا سمية الرصيفة يا حصيفة، اجمعي الوطن واجتمعي معه على صراط اليقين لتندحر الشياطين.
سامحوني أيها الأحبة على هذا الانسياق خلف هذه التداعيات في ليلة الجمعة المباركة هاته، فلا والله ما كان مقصدي التفاخر بنسب ولا التباهي برحم، فالإسلام نسبٌ لأهله ورحم، ولا فضل لمسلم على مسلم إلا بالتقوى وصالح العمل، لكنني أردت أن أُذكي في قلوب الأهل جذوة الانتماء إلى لــيـبـيــا التي أكرمنا الله بها وطناً، وعلينا نحن أن نكرمها بمكرمتين واجبتين/ أُولاهما..أن لا ننسى الفضل بيننا، وذلك ما أمرنا به الله عزَّ وجلَّ في مُحكم التنزيل، وثانيهما..أن نسعى في رحاب وركاب هذا الوطن الحبيب لنعمره ونبنيه لا لندمره وننهيه.
وفي ذلك وفي ذلك فقط فليتنافس المتنافسون.
مــــحــــمّــــد عمر بعيو
رئيس مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الليبي