التشويش الفكري والتركيز على الشبهات هذه الأيام؟ أجندة من خارج حصوننا

أهل البيت في ليبيا 

هناك محاولات للتشويش الفكري وإثارة شبهات مدفوعة الثمن تثار هذه الأيام مصاغة ضمن مشاريع فكرية أو ثقافية نشير هنا لملخص مركز بأهم هذه الافكار والثقافات:

1- الشبهات: هي أن لا يتميز أحد الشيئين عن الآخر لتشابههما (تشابهت قلوبهم) في الغيّ والضلالة والشبهة ليست حقاً قاطعاً ولا باطلاً واضحاً فتمرض النفوس في هذا التردد وتسقط رجال وقد تعمّ فوضى فكرية. فالإنحراف هو الخروج عن الإعتدال (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ) لغايات مختلفة.

2- التضليل الفكري ليس ناتجاً حضارياً او معاصراً بل عانت منه الانسانية منذ أيامها الأولى،فكم استهزأ الطغاة بضعفاء الرأي فذاك الفرعون (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ) حين بنى صرحاً ليطَلع الى إله موسى (عليه السلام) فكان يهدف الى شيطنة المجتمع باستغفاله،وكان يخاطبهم بعد أنْ أحرجته المعاجز الموسوية كاليد البيضاء وعصا موسى (عليه السلام) فراح فرعون يضلل قومه: انه اذا كان موسى نبياً فلماذا لا تلقى عليه أسورة من ذهب؟ وهذا التضليل يضحك حتى الثكلى لكنه مرّره على ضعفاء الرأي ومرضى النفوس.

3- وهكذا الجهاز الأموي ضلّل الناس وعمل على إبعاد الأمة عن وصايا الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فنال ولعن وأسس فرق الضلال وكان يرى في قوله تعالى: (تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء) ان ملكه هبة من الله بهدف تضليل الناس.

4- وهكذا اليوم نواجه حملات تضليل وتشويش فكري بادعاءات وبصور مختلفة مستهدفة تدمير العقل المسلم واسقاط الأحكام الشرعية والعبث فيها وبالتاريخ الصحيح ولمز المقدسات والرموز وقد جُنّد لذلك مرتزقة دفعت لهم أثمان فباعوا دينهم وداسوا ضمائرهم وهذه الظواهر تنمو عادة في ظل الجهل بالدين والفقر والبطالة والخوف من المستقبل وعدم الاستقرار النفسي والرغبة في تحقيق المصالح الآنية،تدفع ذلك كله الأجندات الخارجية وأموال السحت فقد أسهمت أمريكا والصهيونية والوهابية السعودية في تأسيس هؤلاء بهدف ارهاب الناس وإرعابهم وإحداث الفتن بين المسلمين وايجاد الفوضى الهدامة وبالتالي القضاء على ارادة الأمة بتشتيت مواقفها واضعافها.

5- لكن أبرز الحلول لهذه الأزمات التضليلية هي بالعودة الى الثقافة القرآنية الصحيحة والسنّة المشرفة واحياء قيم الكرامة والتضحية والدفاع عن الحق،بوضع النقاط على الحروف وعدم التردد أمام الأعداء وفضح المتنطعين بالدين وايقاف الأمة على خطر تفرّقها،وذلك بالوحدة والوعي الفكري والاعتصام بحبل الله المتين حيث تكون نجاة هذه الأمة المهدّد مستقبلها وهويتها: (وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) صدق الله العظيم,الحديد: 25.


د. علي رمضان الأوسي
alawsie@hotmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى